المتواجدون حالياً :12
من الضيوف : 12
من الاعضاء : 0
عدد الزيارات : 75198781
عدد الزيارات اليوم : 202
أكثر عدد زيارات كان : 216057
في تاريخ : 18 /04 /2019
توطئـــة
لانوافق على مايقوله الكاتب في موضوعة قيام اتباع المذهب الجعفري الاسلامي من العراقيين بقتل كل من يحمل تسميه من التسميات التي ذكرها في مقالته لأنها تشير الى تبني الاخر الى مذهب مختلف ويبدو بأنه اما ينطلق من معلومات مضلله او ناقصه او صوره مقصوده بالاضافه الى تصوري بأن هنالك بعض الدول التي تود ان تفتح ملف هذه المنطقه العربيه بمفاتيح طائفيه تساعدها في الصراع مع التمدد الإيراني في المنطقه ويجرنا هذا الموضوع الى عدم قيام الحكومه العراقيه او على الاقل اطراف فيها بتغيير تلك الصوره المشوهة التي تتخذها الدول العربيه كحجه على رفض طبيعة التركيبه العراقيه الحاليه التي تتولى مقاليد الحكم وتصور قسم من ابناء العراق كموتورين طائفيين ، وربما لايود الكتّاب العرب ان يروا ان مشكلة المذاهب الاسلاميه في العراق هي مشكله جرى تأجيجها من قبل الاطراف السياسيه التي قدمت للعراق بعد 2003 لتعوض عن فقر برامجها وعدم وجود قواعد لها اضافة الى انه ربما لايعلم بأن اغلب العشائر التي يندرج معظم الشعب العراقي تحت تصنيفاتها هي عشائر مختلطة المذهب ومن الممكن ملاحظة هذا الامر بكل بساطه وينسى الكاتب ان احد اشهر المفكرين الاسلاميين "علي شريعتي" يعتز بقوميته الفارسيه ويرى بأنها المؤهلة الوحيده لإعلاء شأن الدين الاسلامي فكيف يود من المسلمين العراقيين الذين ينتمون الى المذهب الجعفري ان يحطوا من شأن عروبتهم.. لأاعلم! وربما الصراع البشع والحقير بين طهران والرياض هو محور تلك المغالطات وفي كل الاحول سنقوم بنشر المقاله كما هي لأن "العراق اليوم" افق للجميع
مدير التحرير
بقلم الدكتور: رفعت السعيد
في عام 1925 تحالف شاه إيران (رضا شاه) مع الاحتلال البريطاني,واختطف الإنجليز الأميرخزعل بن جابر الكعبي حاكم عربستان وسلموه للإيرانيين,الذين أعدموه وفرضوا سيطرتهم علي إمارة عربستان.
ومنذ ذلك اليوم وحتي الآن تجري محاولات دؤوبة وشديدة القسوة لمحو الطابع العربي عن عربستان التي سميت خوزستان,والحقيقة أن تغيير الأسماء وفرض أسماء جديدة قد اتخذ مسارات مثيرة للدهشة.فكل المدن والأنهار والمحافظات غيرت أسماؤها,وفرضت عليها أسماء فارسية,بل إن مصالح تحقيق الشخصية في عربستان وزع عليها كتيب يتضمن أسماء بذاتها لايجوز تسميتها للمواليد,أسماء مثل أبو بكر, وعمر ,وعثمان ,وعائشة….إلخ، وهي الأسماء نفسها التي يقوم المسلمون الشيعة في العراق بقتل كل من يتسمى بها،والنتيجة أن شعب عربستان يمنح مواليده اسمين:اسم رسمي،واسم يختارونه،ويستخدمون الموقف نفسه إزاء المسميات الفارسية للمناطق والأنهار وغيرها، لكن المثير للدهشة هو أن محاولات محو الهوية العربية لسكان عربستان امتدت إلي حد قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية بمحاربة تعليم شعب عربستان اللغة العربية، لغة القرآن،ومن ثم يتعلمها السكان سرا ، ويتخاطبون بها
سرا.
لكننا بذلك نسبق الحدث والحديث، فهل كانت عربستان حقا عربية؟وهل كانت مستقلة؟ ونكتشف أنه في القرن الأول الميلادي قال المؤرخ باليني:إن هذه المنطقة جزء من الأرض العربية،وتوالي مختلف المؤرخين القدامى علي الاعتراف بعروبة هذه المنطقة بما دفع السير أرنولد ولسن في كتابه الخليج العربي إلي تأكيد ذلك واصفا عربستان بأنها تختلف عن إيران اختلاف ألمانيا عن إسبانيا أما المؤرخ هورديك أوني فقد كتب في كتابه الفقاعة الذهبية.. وثائق الخليج العربي قائلا:إن هذه المساحات الشاسعة من الرمال البنية وهذه المياه الضحلة
الزرقاء المترامية الأطراف،وكل ما فوقها وكل ما تحتها هي عربية,وقد كانت وستظل جزءا لا يتجزأ من الخليج العربي.
كذلك كتب المؤرخ الفرنسي جان جاك برسي في كتابه الخليج العربي:لقد مرت عربستان مع الوطن العربي في مراحل واحدة,وبخطوات واحدة منذ أيام العيلاميين والسومريين والكلدانيين ،ويؤلف القسم الذي تغسله مياه قارون مع بلاد ما بين النهرين وحدة جغرافية واقتصادية شاركت سابقا في الازدهار السومري والكلداني،وإذا كانت قد خضعت علي يد كوروش وداريوش عندما أسسا إمبراطوريتهما فإنها مالبثت أن أصبحت عربية من جديد.
وقبل الإسلام نزحت إلي منطقة الأحواز عربستان قبائل عربية أخري آتية منقلب الجزيرة العربية،منها قبائل مالك وكليب واستقرت هناك،وعندما قامت الجيوش العربية الإسلامية بفتح هذه المنطقة أسهم السكان العرب معها في القضاء علي الهرمزان في سنة17 هجرية،وطوال عهد الخلافة الأموية ثم العباسية وثورة الزنج ثم الحكم العثماني كانت جزءا لا يتجزأ من الأراضي التابعة للخلافة، واستمر الأمر كذلك حتي1925.
وإذا كان الإيرانيون يجادلون في أحقيتهم التاريخية في أرض الأحواز بمقولة:إن حكام فارس قد احتلوا هذه المنطقة لفترة من الزمن، فأن سكان عربستان يردون عليهم بأن اليونان والرومان والعرب حكموا فارس ثلاثة عشر قرنا,وقد استمرت السيطرة العربية علي بلاد فارس آماداً طويلة، فهل ادعي أحد عروبتها؟ ويعود المؤرخون لاسترجاع حقائق تاريخية مهمة.
فالمؤرخ الإنجليزي لونفريك يقول في كتابه أربعة قرون من تاريخ العراق:في أراضي عربستان الزراعية المنبسطة تستقر قبائل عربية تمتلك الأرض،وتسيطر علي طرق المنطقة, وتفرض الضرائب علي الطرق النهرية دون معارضة من أحد,وأكثر من مرة حاول الإنجليز بالتعاون مع الفرس احتلال الأحواز دون جدوي،ويأتي القرن التاسع عشر والأحواز دولة عربية مستقلة وقوية، قادرة علي حماية منطقة الخليج العربي هي وحلفاؤها الأقوياء في إمامة عمان،ووقفتا معا في وجه محاولات الفرس والترك والإنجليز للسيطرة علي المنطقة.
كما أن دولة فارس نفسها قد اعترفت باستقلال إمارة عربستان,ففي عام1857أصدر ناصر الدين شاه مرسوما ملكيا يقول:تكون إمارة عربستان للحاج جابر بن مراد ولأبنائه من بعده،ويقيم في مدينة المحمرة (عاصمة عربستان آنذاك) مأمور من قبل الدولة الفارسية ليمثلها لدي أمير عربستان,وتنحصر مهمته في الأمور التجارية فقط،ويتعهد أمير عربستان بنجدة الدولة الفارسية بجيوشه في حالة اشتباكها في الحرب مع دولة أخري،وعندما أرادت بريطانيا إنشاء معمل لتكرير البترول في عبادان،وهي جزء من أرض عربستان،انتدبت السير برسي كاكس ليتفاوض نيابة عنها مع أمير عربستان باعتباره الحاكم العربي الأعلي في المنطقة لعقد اتفاقية بشأن السماح باستخدام خط أنابيب البترول للمرور عبر أراضي إمارته متجها إلي مصفاة عبادان،وكان يتسلم وفق هذا الاتفاق إيجارا سنويا قيمته650 جنيها.
كما أن بريطانيا أبرمت معاهدة أخري مع أمير عربستان تعهدت فيها بالدفاع عن الأمير وإمارته,وأن تشاركه في صد أي هجوم خارجي عليه،وبرغم ذلك كله فإن بريطانيا قد تآمرت مع إيران علي تسليمها دولة عربستان.
ويمكن أن ندرك المفارقة بالعودة إلي المؤرخ الفرنسي جاك برس في كتابه الخليج العربي إذ يقول: إن عربستان هي طرف الهلال الخصيب الذي يبدأ عند السهول الفلسطينية وينتهي عندها مارا بلبنان وسوريا والعراق،فبريطانيا أسلمت الطرفين أحدهما لإيران والآخر لليهود في فلسطين،أليست هذه مفارقة تستحق التأمل؟
وفي عام1964 أدرجت قضية عربستان علي جدول أعمال مؤتمر القمة العربي المنعقد في القاهرة،واتخذت القمة قرارات تساند حقوق عربستان مساندة كاملة، بل وقررت إدراج قضية تحرير عربستان في المناهج الدراسية العربية،وبرامج الإعلام العربي،لكن هذه القرارات التي اتخذت لأهداف سياسية،صمتت لأهداف سياسية أخرى.
وتبقي قضية عربستان تحتاج إلي من مزيد من قول.