المتواجدون حالياً :13
من الضيوف : 13
من الاعضاء : 0
عدد الزيارات : 75198829
عدد الزيارات اليوم : 250
أكثر عدد زيارات كان : 216057
في تاريخ : 18 /04 /2019
العراقيون عادوا لتربية الحيوانات والطيور انتفاعًا وتسلية
بتاريخ :
الأحد 14-04-2013 07:42 صباحا
تحقيق / وسيم باسم
عادت هواية تربية الحيوانات الأليفة إلى بيوت العراقيين بعد قطيعة استمرت عقود بسبب صعوبة الوضع الاقتصادي وتراكم الازمات والحروب، بالرغم من تحذيرات كثيرة من أمراضها التي قد تنتقل إلى الانسان.
إذ يحرص بعض العراقيين على تربية الحيوانات لكي توفّر له المتعة، فإن الكثيرين يرون أنها جالِبة للسعادة، وتمنح الانسان شعورًا بالفرح، كما تقتل الكثير من الفراغ. لكن المحدّدات الدينية والاجتماعية ما زالت تلعب دورًا في امتناع البعض عن تربية الحيوانات داخل البيوت.
فبحسب الباحثة الاجتماعي لطيفة عمران القيسي، يتردد الكثير من العائلات في تربية الحيوانات والطيور، بل وتبدي امتعاضًا من اقتنائها، وتتدخل في بعض الأحيان لمنع الجيران من اقتنائها بحجة أنها تنقل الامراض أو تثير بأصواتها الضجيج
وتذهب بعض المحددات الاجتماعية والدينية إلى أبعد من ذلك، بحسب القيسي التي تنقل خبر نزاع بين سعد أحمد الذي اقتنى أرانبًا في بيته وبين جيرانه، بعدما اعتبر جيرانه وجود هذه الأرانب لديه سوء طالع يطرد الرزق.
وبالرغم من تدخل القيسي لحل الموضوع وإزالة سوء الفهم، ظل الجيران مصرّين على موقفهم. وجرّب تقي حاتم (22 سنة) تربية جراء صغيرة في بيته بعدما وجد فيها متعة كبيرة. الا أن شكاوى الجيران المستمرة من نباحها حال دون استمراره في تربيتها فباعها.
ليست طارئة
إلى جانب الكلاب الصغيرة، تقتني الكثير من الاسر العراقية القطط الأليفة في زخم غير مسبوق. وبحسب لمياء هاتف، من زينونة في بغداد، التي تمتلك ثلاث قطط أليفة في بيتها، تربية الحيوانات الأليفة ليست طارئة على العراقيين لكنها انحسرت لفترة طويلة وتعود اليوم بقوة.
واشترت لمياء القطط من متجر في بغداد بسعر مائة دولار للقطة، لكنها تعترف أن الخدمات الصحية المطلوبة والمراكز البيطرية المختصة غير متوافرة على نطاق واسع في العراق، ما يكلف مربي الحيوانات الوقت والمال للوصول إلى المراكز الصحية المعنية والنادرة الوجود في بغداد والمدن الاخرى. وتضيف: «اشعر بالفرح لوجود القطط إلى جانبي، واشعر أن مداعبتها تزيح عني هموم الوحدة».
تربية الطيور
لكن الظاهرة الابرز في هذا المجال فهي تربية الطيور على السطوح والحدائق. فهذه ما زالت الهواية المحببّة لكثيرين، لاسيما للشباب. ويقول سعد كريم (40 سنة) إن عشاق الطيور في العراق، ويُطلق عليهم لقب مطيرجية، يشكلون فئة معروفة بين أصحاب المهن والهوايات. ويمتلك كريم 25 طيرًا من الحمام، يقضي معها نحو ساعتين يوميأ.
يقول: «بنيت لها قفصًا كبيرًا على سطح المنزل، وتشكّل مصدر رزق لي في الوقت الحاضر لأنني أتاجر بها، لا سيما في أوقات تكاثرها».
وإلى جانب الحمام، يربي كريم عشرة أرانب اسبانية ذات بياض ناصع في حديقة بيته، وضعها في قفص كبير، بالرغم مما يتحدث به البعض عن أن الارانب تصد الرزق والحظ. فحين اقتنى هذه الارانب انفتحت ابواب الرزق أمامه.
وإذا كان كريم تفرّغ لتربية الطيور والأرانب، فان سعيد الدليمي يربي نحو ثلاثين طيرصا من الحمام في بيته، إضافة إلى مجموعة كبيرة من طيور الحب والبلابل. ويقر بأن انتاج البيض واللحوم من الدجاج الذي يربيه جيد ويتيح له الاقتصاد في النفقات. لكن أصوات الدجاج والديوك تفرض عليه معاملة الجيران بحذر بالغ، بعدما اطلقوا إشارات التذمر.
الفحوصات الطبية
ينتقد الطبيب البيطري ثامر حبيب هواة تربية الطيور والحيوانات لعدم اهتمام الناس بالناحية الصحية. وقال: «عدم الحرص على الفحوصات الطبية يزيد من مخاوف تعرض الانسان للإصابة بالأمراض، لاسيما الجلدية والتنفسية منها مثل البقع والطفيليات».
ويدعو ثامر إلى تطعيم الحيوانات ضد الفيروسات، لتجنب مضاعفات الكثير من الأمراض والحوادث مثل عضة الكلب وتأثيرات الطفيليات المرضية. وأشار إلى دراسة علمية قام بها فريق من علماء النفس في إحدى الجامعات الأمريكية هذا العام، تؤكد أن تربية الحيوانات تخفف من الاكتئاب، وتخفّف ضغط الدم والغضب والتوتر. وفي متاجر الحيوانات ببغداد، تتراوح أسعار القطط بين 700 إلى 900 دولار، والكلاب بين 1300 إلى 1500 دولار.