من ذاكرة عراقي
عباس عبود سالم
abbasabbod@yahoo.com
مجاملات فيدرالية المجاملات
في السياسة شيء مطلوب ولكن بشرط أن لا تتحول هذه المجاملات الى تنازلات وأن لا
تخل بالثوابت الوطنية المعروفة للقاصي والداني.
وان من مساوئ تجربتنا الديمقراطية هي ان اكبر الكيانات السياسية قائمة على
التمثيل القومي أو الطائفي فهناك قائمة شيعية وقائمة كردستانية وأخرى تركمانية
واخرى سنية وهذا أمر محزن حقاً ولكن الأكثر من ذلك هو المشاريع والبرامج
السياسية لبعض هذه الكيانات لا سيما الكردية منها والتي تعمل على توسيع نطاق
اقليم كردستان وضم كركوك اليه والابقاء على قوات البيشمركه ومطالب اخرى كثيرة
تفصل بين المواطنة والانتماء للعراق وبين القومية والانتماء لكردستان ، ومن
الواضح ان الأكراد وحدهم هم الذين يصوتون للقائمة الكردستانية كونهم شعروا
بالخوف والاهانة من الحكومات المركزية التي تعاقبت على حكم العراق وأنهم لا
يرغبون في أن تتكرر هذه التجربة ، لكن عموم العراقيين لم يكترثوا بل فرح بعضهم
عندما تولى جلال الطالباني رئاسة الجمهورية فهو الذي اثبت كفاءة وحنكة ودراية
كان في مستوى الموقف وهذا لم يزعج العراقيين عموماً والذي نريده ونتمناه هو أن
يتحلى ابناء كردستان بنفس الروح التي تحلى بها أبناء العراق في تعاملهم مع
المتغيرات التي طرأت على بلادهم وكذلك ان يتحلى ساسة العراق بروح وطنية تقدس
الثوابت الأساسية للمواطنة وتتسامى على المجاملات والنظرة القصيرة للامور
والأهم من ذلك كله ان ما يراه بعض ابناء كردستان من مكاسب قومية هو في الحقيقة
خسارة وطنية فما فائدة أن تبني اقليمك على حطام بلادك وما نفع ان نترك العراق
خلف ظهورنا متجهين نحو مصالح هي عرضة للتبدل والزوال.
 |