المتواجدون حالياً :6
من الضيوف : 6
من الاعضاء : 0
عدد الزيارات : 53089938
عدد الزيارات اليوم : 30708
أكثر عدد زيارات كان : 70653
في تاريخ : 26 /12 /2016
مسار عبد المحسن راضي
لقاء يوم الأحد (12 نوفمبر / 2017) الذي أجرتهُ قناة المستقبل، مع رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل- سعد الحريري في الرياض، كان شبيهاً بالقاذفة الإستراتيجية B52 أسقطت نووية سياسية على التفسيرات الرملية التي أنطلقت من جزيرة "8 آذار" العائمة في البحر الإيراني.أشعاعُ اللقاء كان " النأيُ بالنفس". الرئيس الحريري، وضّح إنّ هذا المبدأ، هو الساحلُ الوحيد الذي تستطيعُ السفينةُ اللبنانية أن ترسو عند مرفأه .
فريقُ "8 آذار"، حاول طيلة الأيام التي هرولت سريعاً بعد الاستقالة (6 نوفمبر)، أن يُجهّز واقي صدمات. واقٍ صنعتهُ فورةٌ من التصريحات الساخنة.الهدفُ منها أن تُصادر أهليتهُ السياسية. فورةُ الفريق الآذاري الممانع، كانت شبيهةً بتحليلات "غيرترود بيل"، قبل فترةً بسيطة من ثورة 1920 في العراق " فورة من الهواء الساخن، خرجت من أرض الوطن على هيئة إعلاناتٍ دولية".العرب والعروبة، كان لهما نصيبٌ كبير من حديث اللقاء. ربّما لهذا السبب توقفت أطباق "الرسيفر" الفضائية في "حارة حريك" التي تتخذُ شكل مربعٍ أمني.ذاكرةُ المنطقة العربية المعطوبة بالحروب والنزاعات، تناست ما كان قد صرّح بهِ واحدٌ من أعمدة النظام الإيراني، عندما تكشفت غيوم اتفاقها في حزيران 2015 مع الخمسة الكِبار بالإضافةِ الألمانية. علي لاريجاني، صوّب بقوّة ووضوح صوب المُعارضين:" من أجل مصلحة النظام، ندخل الى الجحيم ونحاورُ الشيطان". الأكثرُ لطفاً إنّ ولي الفقيه الذي كان يشكو من وعكةً صحّية، أعلن بدورهِ في بحر أيّام ماقبل الاتفاق النهائي، وبكلِّ وضوحٍ بعد قيامهِ من سريره، بواسطة مايك "الميادين" : إنّ مشكلتنا مع أمريكا، مشكلةُ مصالح لا عقائد". القائدُ الأعلى كعباً في إيران، تناسى فخرهُ الدائم :" إنّي ثوريٌ لا سياسي" كي لا تموت الصفقة !
كلِماتُ زعيمُ المستقبل اللبناني، تحركت في اتجاهاتٍ متعددة. أعترف أن استقالته، خرجت من وِرشةِ تأمُل، وجهُها الحقيقي "صدمة إيجابية"، تريدُ دفع الشعب اللبناني الى تفكيرٍ عميق. أساسُها أن الحبل السرّي الذي يربطُ بين بيروت والعرب، أصبح مُعرّضاً للبتر.ذكّر الجميع أنّ الرياض، لا ترغبُ بشيءٍ من بستان بيروت سوى تفاحة "النأيُ بالنفس". مطلبٌ يمثّلُ فهماً عميقاً لتعقيدات شجرة الأرز المرادُ ريُّها بأمطار المحاور التي تضربُ نافذة المنطقة العربية بالرشق السوري. محاولةُ اغتيال لقاء الأحد، تشبهُ الصندوق الأسود الذي يحاول إخفاء سرّ صاروخ الإنقلابيين في اليمن، و بناء قاعدة إيرانية في سوريا.طهران تظن أن خدش سماء المملكة العربية السعودية بهذا الصاروخ الباليستي، قد ينجحُ باستنزافِ ولو مثقالِ ذرة خردلٍ من هيبتها.هذا لن يحدث أبداً. السببُ إنّنا العرب طيورٌ أبابيل تعشقُ مكّة. لا نريدُ هنا أن تغتال البلاغةُ الوقائع،لذا لنتذكر معاً، إنّ معاركُ الهيبة المذهبية التي تركبُ إيرانُ فرسها سيكونُ مصيرُها العقرُ والعُقر. مذكراتُ رفسنجاني نفسها بيّنت، أنّ ثورة الخميني الذين كان للسيد محسن الحكيم فضلٌ على رجالاتِها، لم تفلح أن تأتي بهِ ليرأس حوزة قم بعد وفاة حسين البروجردي. الجميع أرادوا إيرانياً لا عِمامةً عربية.
لا ننسى أيضاً إنّ "شو" القاعدة الإيرانية في سوريا، هو نسخة من برنامج " لمبو شو" الأمريكي، ميزتهُ الثرثرة. مع الأسف أُذن الجغرافيا لا تُلقي لهُ بالاً. الحريري بدأ السير في طريق الحرير العربي. أنطلق من الرياض في عربة "النأي بالنفس" برفقة الأبابيل التي لن تنقرض. لِقاء 12 نوفمبر ربيعٌ لبناني، مليءٌ بنُقاط عدنان وتحريكِ قحطان. Masar1975_(at)_yahoo.com